أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مراد المصطفى عليه الصلاة والسلام من تقديمه في الصلاة، فأجمعوا على تقديمه في الخلافة ومتابعته ولم يختلف منهم أحد ولم يكن الرب جلا وعلا ليجمعهم على ضلالة فبايعوه طائعين وكانوا لأوامره ممتثلين ولم يعارض أحد في تقديمه (?)، فعندما سئل سعيد بن زيد متى بويع أبو بكر؟ قال: يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم: كرهوا أن يبقوا بعض يوم وليسوا في جماعة (?)، وقد نقل جماعة من أهل العلم المعتبرين إجماع الصحابة ومن جاء بعدهم من أهل السنة والجماعة على أن أبا بكر رضي الله عنه أولى بالخلافة من كل أحد (?)، كالخطيب البغدادي (?) وأبي الحسن الأشعري (?)، وعبد الملك الجويني (?) وأبي بكر البقلاني (?)،
وقد استوعب الحسن بن علي رضي الله عنه أسس الخلافة الإسلامية الراشدة وبأنها تقوم على الشورى، والبيعة، وقد أجمع المسلمون على وجوب الخلافة، وأن تعيين الخليفة فرض على المسلمين يرعى شئون الأمة ويقيم الحدود ويعمل على نشر الدعوة الإسلامية وعلى حماية الدين والأمة بالجهاد وعلى تطبيق الشريعة وحماية حقوق الناس ورفع المظالم وتوفير الحاجات الضرورية لكل فرد (?).
هذا وقد قام أهل الحل والعقد في سقيفة بني ساعدة ببيعة الصديق خاصة ثم رشحوه للناس في اليوم الثاني وبايعته الأمة في المسجد البيعة العامة (?).
وقد تعلم الحسن رضي الله عنه مما دار في سقيفة بني ساعدة مجموعة من المبادئ منها، أن قيادة الأمة لا تقام إلا بالاختيار، وأن البيعة هي أصل من أصول الاختيار وشرعية القيادة، وأن الخلافة لا يتولاها إلا الأصلب ديناً والأكفأ إدارة، فاختيار الخليفة يكون وفق مقومات إسلامية، وشخصية، وأخلاقية، .. وأن الحوار