ولم يبقَ من القول مجال إلا أن يقولوا إنما عنى به مسكن عائشة - رضي الله عنها - بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهذا إن قالوه فإنما ينادوا على أنفسهم بالويل والثبور، إذ إن مسكن عائشة - رضي الله عنها - تحول بوفاة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى قبره الشريف ولم يعد بيتا لها حتى ينسب إليها، وكيف يستجيز عاقل على أن يرضى الله تعالى لحبيبه وعبده محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يدفن في مكان هو مطلع الفتنة على حدّ زعم الرافضة؟
وإن المرء ليتعجب من آيات الله تعالى أن جعل مسكن عائشة - رضي الله عنها - مكانا يمرض فيه عبده وحبيبه محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، ثم يجعله مدفنا له وقبرا، ثم يتم ذلك بأن دفن إلى جواره صاحباه ووزيراه أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما -.
ثالثًا: أن هذا القول المفترى من قبل الشيعة لو كان له أي وجه أو احتمال لعلمنا بأحد قاله أو ذكره أو احتج به ممن خالف أم المؤمنين - رضي الله عنها - ممن هو من طبقة التابعين أو بعدهم، أما الصحابة فلا يظن بأحد منهم اعتقاد مثل هذا قطعًا.