واضح من معرفة التراكيب اللغوية التي في الحديث وإنها لا تستعمل إلا للإشارة لمكان معين لا لشخص، كقوله (مِنْ حَيْثُ) وقوله (هَاهُنَا الْفِتْنَة) يشير إلى مكان تستوطن فيه الفتنة.
وإن قالوا الثاني ـ وهو أنه - صلى الله عليه وآله وسلم - أراد مسكنها نفسه ـ فلا يمكن أن يكون كذلك طيلة حياة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو مقّر السكن فيه ويتردد إليه كل يوم فيه نوبة عائشة - رضي الله عنها -، بل كان يتردد إليه أكثر من بيوت زوجاته الأخريات بمقدار الضعف فإن لعائشة - رضي الله عنها - في القسم يومان: يومها ويوم سودة بنت زعمة - رضي الله عنها - التي وهبته لها لعلمها بمحبة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لها.
وأكثر من ذلك أنه - صلى الله عليه وآله وسلم - كان في سكرات موته يحب أن يمرّض في بيت عائشة - رضي الله عنها - دون بيوت سائر زوجاته، وبقي هناك حتى توفي - صلى الله عليه وآله وسلم - في بيت عائشة - رضي الله عنها - ودفن فيه رغم أنوف الرافضة.