من آيات الله الدَّالَّةِ على رحمته بعباده وإحسانه إليهم وعلى الثواب والعقاب، فقد ذَكَر أهلُ العلمِ أنَّ الذنوبَ والمعاصي يَجِد لَهَا الإنسان لذَّة، وهذا مَحْسُوس، وَيَصِفُون ذلك بلذَّةِ حَكِّ الْجَرَبِ ونحوه، وأكلُ الجائعِ الطعامَ الشهيَّ المسْمُوم (?).
فتأمَّلْ عاقبةَ ذلك، فَحَكُّ الْجَرَبِ ونحوه فيه لَذَّة، ولولاَ إحساس المصاب به بلذته لَمَا فَعَلَهُ، غير أنَّ الألَمَ يتضاعف ويزيد وإنْ سَكَن في تلك الساعة، أمَّا الطعام المسموم فعاقبةُ أكْلِهِ ظَاهِرَة مع أنه شَهِيٌّ لذيذ.
وقد يقول بعض الناس: " أنَا لاَ أجِد هذه الآثار الْمُترتبة على الذُّنوب ".
فيقال له: هذه الآثار السَّيئة الْمُؤْلِمَة موجودة، ولكن غَرَقَكَ في لذَّاتك وشهواتك يُواريها عنك، وإلاَّ فهي موجودة وتعمل عَمَلَها، وإنْ شِئْتَ أنْ تعرف بعضَ ذلك فانظر عندما تفقِدْ مَا تَعَلَّقَه قلبك من هواك مِمَّا هو غير مُرْضٍ لربِّك فَسَتَعْرِف ما كُنتَ فيه!، أمَّا إذا تركته من خَوفِ اللهِ فالله - عز وجل - أكرم مِن أنْ يُعَذِّب قلبك به، بل يُبْدِلَك بذلك سُروراً وَفَرَحاً؛ فيعَوِّضَك بِخَيرٍ مِمَّا تَرَكْتَه مِن أجْلِهِ.
وأعظم ما تَظْهَرُ هذهِ الآلامُ عِندَ مُفَارقة الْحَيَاةِ، وما بعد ذلك