على عيسى بن جعفر؟)) (ثم قص قصة خروج يحيى بن عبد الله، وكان ذلك سنة 175 والخبر أورده الطبري في أحداث سنة 176) (?) فإن كان الضبي هو المفضل، فإنه قد أدرك ثورة يحيى أو لعله تجاوز بداياتها بقليل.
كان المفضل طويلاً جميلاً - كذلك وصفه أبو الجواب الأعرابي حين رآه (?) - وكان أقرب إلى الوقار قليل المزح، وإذا حاوله لم يعدم أن يتورط (?) ، صدوق اللهجة، ولا يتزيد في الرواية ويكره الانتحال ويزيد كرهاً له ابتعاداً عنه ما كان من حماد الراوية نفسه، فالمفضل يشهد أنه قد سلط على الشعر من حماد الراوية ما أفسده، لأنه كان عالماً بلغات العرب وأسعارها ومذاهب الشعراء فكان يقول الشعر يشبه مذهب الرجل ويدخله في شعره (?) ولذلك أستبعد اتهام أبي عبيدة للمفضل بالوضع. وإذا كان بعض المحدثين قد جرحه في القراءة والحديث، فذلك موقف قلما سلم منه أحد من شيوخه الكوفيين فأحرى ألا يسلم هو، ولعل لاعتناقه المذهب الزيدي دخلاً في ذلك؛ فإذا كان الميدان هو الشعر والخبر فهو موثق في روايته (?) . ومع طول باعه في الرواية فهو لا يقول الشعر ولا يزعم لنفسه القدرة على ذلك، ولما سئل عن ذلك قال: علمي به يمنعني من قوله (?) ، وقد أدركه الحرج في أواخر أيامه من روايته لشعر الهجاء وكتبه، فأقبل يكتب المصاحف ويقفها في المساجد تكفيراً عن ذلك (?) ؛ ويبدو أنه كان يكرر الذهاب إلى الحج،