وكان أهل الجاهلية لا يدفعون من جمع حتى تطلع الشمس على ثبير، يقولون:
«أشرق ثبير، كيما نغير» فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: إن قريشا خالفت عهد إبراهيم.
فدفع قبل طلوع الشمس.
وأردف الفضل بن العبّاس من مزدلفة إلى منى. وقال: هذا الموقف، وكل المزدلفة موقف.
وحمل حصى العقبة من المزدلفة، وأوضع في وادي محسّر ولم يقطع التلبية حتى رمي الجمرة، ورمي جمرة العقبة يوم النحر على ناقته [ (?) ] ، ولا ضرب ولا طرد، ولا إليك إليك [ (?) ] .
ولما انتهى إلى المنحر [ (?) ] قال: هذا المنحر، وكل منى منحر، وكلّ فجاج مكة طريق ومنحر، ثم نحر بيده ثلاثا وستين بدنة بالحربة، ثم أعطى رجلا فنحر ما بقي، ثم أمر من كلّ بدنة نحرها ببضعة [ (?) ] فجعل في قدر فطبخه، فأكل من لحمها وحسا من مرقها. وأمر عليا رضي اللَّه عنه أن يتصدق بجلال البدن وجلودها ولحومها، ولا يعطي منها في جزرها شيئا.
ولما فرغ من نحر الهدي دعا الحلاق، وحضر المسلمون يطلبون شعره، فناول [ (?) ] الحلاق شقّ رأسه الأيمن، ثم أعطاه أبا طلحة الأنصاري [ثم ناوله الشّق الأيسر فحلقه. فأعطاه أبا طلحة، فقال اقسم بين الناس] [ (?) ] .