امتاع الاسماع (صفحة 3534)

أصابت الشمس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأقبل أبو بكر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عند ذلك، فلبث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في بنى عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الّذي أسس على التقوى، وصلّى فيه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. ثم ركب راحلته، فسار يمشى معه الناس، حتى بركت عند مسجد الرسول صلّى اللَّه عليه وسلّم بالمدينة، وهو يصلى فيه يومئذ رجال من المسلمين، وكان مريدا للتمر لسهيل وسهل غلامين يتيمين في حجر سعد بن زرارة،

فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حين بركت به راحلته: هذا إن شاء اللَّه المنزل.

ثم عاد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا، فقالا: لا، بل نهيه لك يا رسول اللَّه، فأبى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما، ثم بناه مسجدا، وطفق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ينقل معهم اللبن في بنيانه ويقول- وهو ينقل اللبن: -

هذا الحمال لا حمال خيبر ... هذا أبر ربنا وأطهر

ويقول:

اللَّهمّ إن الأجر أجر الآخرة ... فارحم الأنصار والمهاجرة

فتمثل بعشر رجل من المسلمين لم يسم لي.

قال ابن شهاب: ولم يبلغنا- في الأحاديث- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تمثل ببيت شعر تام غير هذه الأبيات.

ذكره في آخر كتاب الكفالة، في باب جوار أبي بكر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وعقده [ (?) ] .

وخرج مسلم [ (?) ] من حديث معقل عن زيد بن أبي أنيسه عن يحيى بن حصين عن جدته أم الحصين قال: سمعتها تقول: حججت مع الرسول صلّى اللَّه عليه وسلّم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015