انقشعت الظلماء ... وسطع الضياء
وبعث خاتم الأنبياء
ثم أضاء إضاءة أخرى حتى نظرت إلى قصور الحيرة وأبيض المدائن، فسمعت صوتا في النور وهو يقول:
ظهر الإسلام ... وكسرت الأصنام
ووصلت الأرحام
فانتبهت فزعا فقلت لقومي: واللَّه ليحدثن في هذا الحي من قريش حدث، وأخبرتهم بما رأيت، فلما انتهينا إلى بلادنا
جاءنا رجل فقال: إن رجلا يقال له:
أحمد قد بعث فأتيته فأخبرته بما رأيت، فقال: يا عمرو بن مرة! إني المرسل إلى العباد كافة أدعوهم إلى الإسلام، وآمرهم بحقن الدماء وصلة الأرحام، وعبادة اللَّه ورفض الأصنام، وحج البيت وصيام شهر رمضان، شهر من اثني عشر شهرا، فمن أجاب فله الجنة، ومن عصى فله النار، فآمن باللَّه يا عمرو بن مرة يؤمنك اللَّه من هول جهنم.
فقلت: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنك رسول اللَّه آمنت بكل ما جئت به من حلال وحرام، وأن أرغم ذلك كثيرا من الأقوام، ثم أنشدته أبياتا قلتها حين سمعت به، وكان لنا صنم وكان أبي سادنا له، فقمت إليه فكسرته، ثم لحقت بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا أقول:
شهدت بأنّ اللَّه حقّ وإنني ... لآلهة الأحجار أول تارك
وشمّرت [ (?) ] عن ساقي الإزار [ (?) ] مهاجرا ... إليك أجوب الوعث [ (?) ] بعد الدكادك [ (?) ]
لأصحب خير الناس نفسا ووالدا ... رسول مليك الناس فوق الحبائك [ (?) ]