أراد بقوله: «قرنوا الغداء إلى العشاء» من بخلهم واختصارهم فى المطعم؛ ويقال: إنّ هذا الشعر حفظ وصار من أكثر ما يسبّون به ويسبّ قومهم؛ ولرب مزح جرّ جدّا، وعثرة الشعر لا تستقال؛ والشعر يسير بحسب جودته.

ولقد أحسن دعبل بن على فى قوله:

نعونى ولمّا ينعنى غير شامت … وغير عدوّ قد أصيبت مقاتله (?)

يقولون إن ذاق الرّدى مات شعره … وهيهات عمر الشّعر طالت طوائله!

سأقضى ببيت يحمد النّاس أمره … ويكثر من أهل الرّواية حامله

يموت رديّ الشّعر من قبل ربّه … وجيّده يبقى؛ وإن مات قائله (?)

ولآخر فى هذا المعنى (?):

لا تعرضنّ بمزح لامرئ فطن … ما راضه قلبه أجراه فى الثّبت (?)

فربّ قافية بالمزح جارية … مشئومة لم يرد إنماؤها نمت

إنّى إذا قلت بيتا مات قائله … ومن يقال له والبيت لم يمت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015