أما قوله:

* والراحلون لرحلة الإيلاف*

فكان هاشم صاحب إيلاف قريش للرحلتين وأول من سنهما، فألفوا الرحلتين: فى الشتاء إلى اليمن والحبشة والعراق، وفى الصيف إلى الشام. وفى ذلك يقول ابن الزّبعرى:

عمرو العلا هشم الثريد لقومه … ورجال مكّة مسنتون عجاف (?)

وهو الّذي سنّ الرّحيل لقومه … رحل الشّتاء ورحلة (?) الأضياف

فأما «المسنتون» فهم الذين أصابتهم السنة المجدبة الشديدة.

وقوله:

* والخالطون غنيّهم بفقيرهم*

من أحسن الكلام وأخصره؛ وإنما أراد أنهم يفضلون على الفقير حتى يعود غنيا/ ذا ثروة.

ولأحمد بن يوسف أبيات على هذا الوزن يمزح بها مع ولد سعيد بن سلم الباهلىّ، وكان لهم صديقا:

أبني سعيد إنّكم من معشر … لا يعرفون كرامة الأضياف (?)

قوم لباهلة بن يعصر إن هم … نسبوا حسبتهم لعبد مناف

قرنوا الغداء إلى العشاء وقرّبوا … زادا لعمر أبيك ليس بكاب

وكأنّنى لمّا حططت إليهم … رحلى نزلت بأبرق العزّاف (?)

بينا كذلك إذ أتى كبراؤهم … يلحون فى التّبذير والإسراف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015