وشعب كشلّ (?) الثّوب شكس طريقه … مجامع ضوجيه (?) نطاف مخاصر

تعسّفته باللّيل لم يهدنى له … دليل، ولم يحسن له النّعت خابر

قال: يعنى بالشّعب فم جارية. كشلّ الثوب، يعنى كفّ الثوب إذا خاطه الخيّاط.

والشّكس: الضيّق، يصفها بصغر الفم وحسنه ورقّة الشفتين. وضوجاه: جانباه وضوج الوادى/: جانبه؛ ويعنى بالنّطاف: الريق. والمخاصر: الباردة، من الخصر.

وقوله: «لم يهدنى له دليل»؛ أى لم يصل إليه غيرى، كما قال جرير:

ألا ربّ يوم قد شربت بمشرب … شفى الغيم، لم يشرب به أحد قبلى (?)

الغيم والغين: العطش؛ وإنما يعنى ريق جارية.

قال المبرّد وقال آخرون: بل يعنى شعبا من الشّعاب مخوفا ضيّقا، سلكه وحده.

قال أبو العباس: إنما كنى بالشّعب عن فم جارية؛ ثم أخذ فى وصف الشّعب؛ ليكون الأمر أشدّ التباسا.

قال سيدنا أدام الله علوّه: والأشبه أن يكون أراد شعبا حقيقيّا، لأن تأبط شرا كان لصا وصّافا للأهوال التى تمضى به، ويعاينها فى تلصّصه. وكان كثيرا ما يصف تدلّيه من الجبال، وتخلّصه من المضايق، وقطعه المفاوز، وأشباه ذلك؛ والقطعة التى فيها البيتان كلّها تشهد بأن الوصف لشعب لا لفم جارية؛ لأنه يقول بعد قوله: «وشعب

كشلّ الثوب»:

لدن (?) مطلع الشّعرى، قليل أنيسه … كأنّ الطّخا فى جانبيه معاجر (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015