وقال الأخطل يصف ثغرا:

شتيتا يرتوى الظمآن منه … إذا الجوزاء أجحرت الضّبابا (?)

الشتيت: المفرق المفلّج الّذي ليس بمتراكب-

ومعنى قوله:

* إذا الجوزاء أجحرت الضبابا*

فيه وجهان: أحدهما أنه أراد عند سقوط الجوزاء؛ وذلك فى شدة البرد وطول الليل إذا اتجحرت الضباب من البرد، وتغيرت الأفواه لطول ليل الشتاء؛ يقول: فثغرها حينئذ عذب غير متغيّر.

والوجه الآخر أنه أراد عند طلوع الجوزاء فى شدة الحر إذا انجحرت الضّباب من شدة الحر والقيظ؛ فالظمآن حينئذ أشدّ عطشا وأحرّ غلّه/، فريقها يرويه ويبرد غلّته.

وقال آخر:

فويل بها (?) لمن تكون ضجيعه … إذا ما الثّريّا ذبذبت كلّ كوكب

قوله: «فويل بها» من الزّجر المحمود: مثل قولهم: ويل أمه ما أشجعه! فكأنه يقول: نعم الضجيع هى عند السّحر، إذا تحادرت النجوم للمغيب، كما قال ذو الرّمة:

وأيدى الثّريّا جنّح فى المغارب (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015