الفارغ لا يسمى كأسا، وعلى هذا القول يكون إضافة اختلاس العقل والتصريع وما جرى مجرى ذلك إلى الكأس على وجه الحقيقة؛ لأن الكأس على هذا القول اسم للإناء وما حلّه من الشراب.
ومثال الوجه الثانى ما ذكرناه عنهم من التغليب تغليبهم اسم القمر على الشمس؛ قال الشاعر:
أخذنا بآفاق السّماء عليكم … لنا قمراها والنّجوم الطوالع (?)
أراد: لنا شمسها وقمرها؛ فغلّب.
ومنه قول الآخر:
فقولا لأهل المكّتين: تحاشدوا … وسيروا إلى آطام يثرب والنّخل
أراد بالمكّتين: مكة والمدينة، فغلّب.
وقال الآخر:
فبصرة الأزد منّا والعراق لنا … والموصلان، ومنّا مصر والحرم
أراد بالموصلين الموصل والجزيرة.
وقال الآخر:
نحن سبينا أمّكم مقربا (?) … يوم صبحنا الحيرتين المنون
أراد الحيرة والكوفة، وقال آخر:
إذا اجتمع العمران: عمرو بن عامر … وبدر بن عمر وخلت ذبيان جوّعا (?)
وألقوا مقاليد الأمور إليهم … جميعا، وكانوا كارهين وطوّعا
أراد بالعمرين: رجلين؛ يقال لأحدهما عمرو، وللآخر بدر؛ وقد فسره الشاعر فى البيت.
ومثله: