تميت به ألبابنا وقلوبنا … مرارا، وتحييهنّ بعد همود

إذا نطقت صحنا، وصاح لنا الصّدى … صياح جنود وجّهت لجنود

ظللنا بذاك الدّيدن اليوم كلّه … كأنا من الفردوس تحت خلود (?)

ولا بأس إلّا أنّنا عند أهلنا … شهود، وما ألبابنا بشهود

قال: وأنشدنى أبى له فى وصف مغنية:

لعمرو أبى زوّارها الصّيد إنّهم … لفى منظر منها وحسن سماع (?)

تصلّى لها آذاننا وعيوننا … إذا ما التقينا والقلوب دواع

وصفراء مثل الخيزرانة لم تعش … ببؤس ولم تركب مطيّة راع

جرى اللؤلؤ المكنون فوق لسانها … لزوّارها من مزهر ويراع (?)

إذا قلّدت أطرافها (?) العود زلزلت … قلوبا دعاها للوساوس داع

كأنّهم فى جنّة قد تلاحقت … محاسنها من روضة ويفاع (?)

يروحون من تغريدها وحديثها … نشاوى، وما تسقيهم بصواع

لعوب بألباب الرّجال، وإن دنت … أطيع التقى، والغىّ غير مطاع

قال على بن هارون: الصّواع: المكيال؛ يقول: إذا غنّت شربوا جزافا بلا كيل ولا مقدار من حسن ما يسمعون.

قال سيدنا أدام الله علوه: هذا خطأ منه؛ وإنما المراد أن غناءها لفرط حسنه (?) وشدة (?) إطرابه ينسيان شرّة الخمر (?)؛ وإن لم يكن هناك شرب بصواع، وهذا يجرى مجرى قول الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015