قال يحيى: قوله: «عاتق» يعنى الخمر، وهذا مثل قوله:
رحلت عنسا من شراب بابل … فبتّ من عقلى على مراحل (?)
قال سيدنا أدام الله تمكينه: هذا الّذي ذكره يحتمله البيت على استكراه، ويحتمل أيضا أن يريد بالعاتق العضو، ويكون المعنى: إن لم تجد من يحمل عنك همومك ويقوم بأثقالك، ويخفف عنك، فتحمّل ذلك أنت بنفسك، واصبر عليه؛ فكأنّه يأمر نفسه بالتجلّد والتصبر على البأس، وهذا البيت له نظائر كثيرة فى الشعر.
*** وأخبرنا المرزبانىّ قال حدثنا على بن هارون قال حدثنى أبى قال: من بارع شعر بشار قوله يصف جارية مغنية. قال على: وما فى الدنيا شيء لقديم ولا محدث من منثور ولا منظوم فى صفة الغناء واستحسانه مثل هذه الأبيات:
ورائحة، للعين فيها مخيلة … إذا برقت لم تسق بطن صعيد (?)
من المستهلّات الهموم على الفتى … خفا برقها فى عصفر وعقود (?)
حسدت عليها كلّ شيء يمسّها … وما كنت لولا حبّها بحسود
وأصفر مثل الزّعفران شربته … على صوت صفراء التّرائب رود (?)
/ كأنّ أميرا جالسا فى ثيابها … تؤمّل رؤياه عيون وفود
من البيض لم تسرح على أهل ثلّة … سواما، ولم ترفع حداج قعود (?)