وهذا كلام لو حمل على ظاهره وحقيقته لكان الموصوف به فى نهاية القبح؛ لأن من يمشى إلى خلف، ومن يدخل كفله بعده لا يكون مستحسنا.

وقال بكر بن النطاح:

فرعاء تسحب من قيام شعرها (?) … وتغيب فيه وهو جثل أسحم

فكأنّها فيه نهار مشرق (?) … وكأنّه ليل عليها مظلم

فوصف شعرها بأنه ينسحب مع قيامها، ونحن نعلم أن طول الشعر- وإن كان مستحسنا- فليس إلى هذا الحد؛ وإنما أراد بقوله: «تسحب شعرها» ما أراده البحترىّ بقوله: «كما سحب الرداء» من المبالغة فى الوصف بالطول المحمود دون المذموم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015