فمثال الحذف قوله: «ولكن خامرى أمّ عامر» ونظائره مما أنشدناه؛ لأن القول غير مستغن بنفسه؛ بل يقتضي كلاما آخر غير أنه لما كان فيه دلالة على ما حذف حسن استعماله.

ومثال الاختصار الّذي ليس بحذف قول الشاعر:

أولاد جفنة حول قبر أبيهم … قبر ابن مارية الكريم المفضل (?)

أراد أنهم أعزاء مقيمون بدار مملكتهم، لا ينتجعون كالأعراب؛ فاختصر هذا المبسوط فى قوله: «حول قبر أبيهم».

ومثله قول عدىّ بن زيد:

عالم بالذى يريد نقى الصّد … ر وعفّ على جثاه نحور (?)

وفى معنى الاختصار قول أوس بن حجر:

وفتيان صدق لا تخمّ لحامهم … إذا شبّه النّجم الصّوار النّوافرا

فقوله: «لا تخم لحامهم» لفظ مختصر؛ ولو بسطه لقال: إنهم لا يدّخرون اللحم ولا يستبقونه فيخمّ، (?) بل يطعمونه الأضياف والطّرّاق.

ومعنى قوله:

* إذا شبّه النّجم الصّوار النّوافرا*

يعنى فى شدة البرد وكلب الشتاء؛ والثريا تطلع فى هذا الزمان عشاء، كأنها صوار متفرق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015