فلا تدفنونى إنّ دفنى محرّم … عليكم، ولكن خامرى أمّ عامر (?)

لأنه أراد: فلا تدفنونى بل دعونى تأكلنى التى يقال لها: خامرى أم عامر؛ وهى الضّبع.

وقال أوس بن حجر:

حتّى إذا الكلّاب قال لها … كاليوم مطلوبا ولا طلبا (?)

أراد: «لم أر كاليوم»، فحذف.

وقال أبو دؤاد الإيادىّ:

إنّ من شيمتى لبذل تلادى … دون عرضى، فإن رضيت فكونى

أراد: فكونى معى على ما أنت عليه، وإن سخطت فبينى فحذف هذا كلّه.

وقال الآخر:

إذا قيل سيروا إنّ ليلى لعلّها … جرى دون ليلى مائل القرن أعضب (?)

أراد لعلّها قريب، وهذا يتسع؛ وهو أكثر من أن يحيط (?) به قول. والحذف غير الاختصار. وقوم يظنون أنهما واحد؛ وليس كذلك لأن الحذف يتعلق بالألفاظ؛ وهو أن تأتى بلفظ يقتضي غيره ويتعلق به، ولا يستقلّ بنفسه؛ ويكون فى الموجود دلالة على المحذوف، فتقتصر عليه طلبا للاختصار، والاختصار يرجع إلى المعانى وهو أن تأنى بلفظ مفيد لمعان كثيرة لو عبّر عنها بغيره لاحتيج إلى أكثر من ذلك اللفظ، فلا حذف إلا وهو اختصار، وليس كل اختصار حذفا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015