وأدعو الكماة للنّزال إذا القنا … تحطّم فيما بيننا من طعانيا
ولست أرى نفسا تموت وإن دنت … من الموت حتى يبعث الله داعيا (?)
فقال ابن دريد: وهذا الشعر أيضا لقطرىّ بن الفجاءة.
*** أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد الكاتب قال أخبرنا ابن دريد قال أخبرنا أبو حاتم قال:
جئت (?) أبا عبيدة يوما، ومعى شعر عروة بن الورد، فقال. فارغ حمل شعر فقير ليقرأه على فقير، فقلت: ما معى غيره، فأنشدنى أنت ما شئت، فأنشدنى:
يا ربّ ظلّ حمار قد وقيت به … مهرى من الشّمس، والأبطال تجتلد (?)
وربّ يوم حمى أرعيت عقوته … خيلى اقتسارا، وأطراف القنا قصد (?)
ويوم لهو لأهل الخفض ظلّ به … لهوى اصطلاء الوغا وناره تقد (?)
مشهّرا موقفى والحرب كاشفة … عنها القناع وبحر الموت يطّرد
وربّ هاجرة تغلى مراجلها … نحرتها بمطايا غارة تخد (?)
تجتاب أودية الأفزاع آمنة … كأنّها أسد يقتادها أسد (?)
فإن أمت حتف نفسى لا أمت كمدا … على الطّعان وقصر العاجز الكمد
ولم أقل لم أساق القتل شاربه (?) … فى كأسه والمنايا ترع ورد
ثم قال له: هذا الشعر! ؛ لا ما تعلّلون به نفوسكم من أشعار المخنّثين. والشعر لقطرىّ.
***