من تعلّل بالتأسّى بما نال غيره، وهو يرثى شبابه، وأحسن:

يا شبابى وأين منّى شبابى! … آذنتنى أيّامه بانقضاب (?)

لهف نفسى على نعيمى ولهوى! … تحت أفنانه اللّدان الرّطاب

ومعزّ عن الشباب مؤسّ … بمشيب اللّدات والأصحاب

قلت لمّا انتحى يعدّ أساه (?) … من مصاب شبابه كمصاب

ليس تأسو كلوم غيرى كلومى … ما به ما به، وما بي ما بي

ولابن الرومىّ:

/ لهفى على الدّنيا وهل لهفة … تنصف منها إن تلهّفتها! (?)

قبحا لها قبحا على أنها … أقبح شيء حين كشّفتها

وقد يعزّينى شباب مضى … ومدّة للعيش أسلفتها

فكّرت فى خمسين عاما مضت … كانت أمامى ثم خلّفتها

أجهلتها إذ هى موفورة … ثم مضت عنّى فعرّفتها

ففرحة الموهوب أعدمتها … وترحة المسلوب ألحفتها

لو أنّ عمرى مائة هدّنى … تذكّرى أنّى تنصّفتها

وله فى هذا المعنى، وقد تقدمت هذه الأبيات فى الأمالى السالفة، وقد أحسن فى معناها كلّ الإحسان:

كفى بسراج الشّيب فى الرأس هاديا … إلى من أضلّته المنايا لياليا (?)

أمن بعد إبداء المشيب مقاتلى … لرامى المنايا تحسبينى ناجيا!

غدا الدّهر يرمينى فتدنو سهامه … لشخصى أخلق أن يصبن سواديا

وكان كرامى اللّيل يرمى ولا يرى … فلمّا أضاء الشّيب شخصى رمانيا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015