وليحيى بن خالد بن برمك (?) - ويروى لغيره:
اللّيل شيّب والنهار كلاهما … رأسى بكثرة ما تدور رحاهما
يتناهبان نفوسنا ودماءنا … ولحومنا عمدا ونحن نراهما
والشّيب إحدى الميتتين تقدّمت … أولاهما وتأخّرت أخراهما
/ وقد أتى الفحلان المبرّزان أبو تمام وأبو عبادة فى هذا المعنى بكل غريب عجيب.
فمن ذلك قول أبى تمام:
غدا الهمّ مختطا بفودىّ خطّة … طريق الرّدى منها إلى الموت مهيع (?)
هو الزّور يجفى، والمعاشر يجتوى … وذو الإلف يقلى، والجديد يرقّع
له منظر فى العين أبيض ناصع … ولكنّه فى القلب أسود أسفع
ونحن نرجّيه على الكره والرّضا … وأنف الفتى من وجهه وهو أجدع (?)
وله:
شعلة فى المفارق استودعتنى … فى صميم الفؤاد ثكلا صميما (?)
تستثير الهموم ما اكتنّ منها … صعدا وهى تستثير الهموما
غرّة (?) مرّة ألا إنما كن … ت أغرّا أيّام كنت بهيما