إذا ما أريناها الأزمّة أقبلت … إلينا بحرّات الخدود تصدّف

فأفنى مراح الدّاعرية خوضها … بنا اللّيل إذ نام الدّثور الملفّف (?)

ومن أحسن ما قيل فى وصف الإبل بالنحول من الكلال والجهد بعد السّمن قول الشاعر:

وذات ماءين قد غيّضت جمّتها … بحيث تستمسك الأرواح بالحجر

ردّت عوارى غيطان الفلا ونجت … بمثل إيبالة من حائل العشر (?)

قوله: «ذات ماءين» يعنى سمنا على سمن؛ وقيل: بل عنى أنها رعت كلأ عامين.

وقوله «قد غيّضت جمّتها» يعنى أنه أتعبها بالسير حتى ردّها هزيلا بعد سمن؛ فكأنه غيّض بذلك ماءها.

ومعنى:

* بحيث تستمسك الأرواح بالحجر*

يعنى الفلاة؛ حيث لا يكون فيها الماء، فيقتسم الركب الماء الّذي يكون معهم بالحجر الّذي يقال له المقلة (?) فتمسك أرماقهم.

وقوله:

* ردت عوارى غيطان الفلا ونجت*

أى ما رعت من كلأ هذه الأماكن وسمنت عنه كان كعارية عندها، فردّته حيث جهدها السير وأهزلها (?). والإيبالة: الحزمة من الحطب اليابس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015