إذا ما أريناها الأزمّة أقبلت … إلينا بحرّات الخدود تصدّف
فأفنى مراح الدّاعرية خوضها … بنا اللّيل إذ نام الدّثور الملفّف (?)
ومن أحسن ما قيل فى وصف الإبل بالنحول من الكلال والجهد بعد السّمن قول الشاعر:
وذات ماءين قد غيّضت جمّتها … بحيث تستمسك الأرواح بالحجر
ردّت عوارى غيطان الفلا ونجت … بمثل إيبالة من حائل العشر (?)
قوله: «ذات ماءين» يعنى سمنا على سمن؛ وقيل: بل عنى أنها رعت كلأ عامين.
وقوله «قد غيّضت جمّتها» يعنى أنه أتعبها بالسير حتى ردّها هزيلا بعد سمن؛ فكأنه غيّض بذلك ماءها.
ومعنى:
* بحيث تستمسك الأرواح بالحجر*
يعنى الفلاة؛ حيث لا يكون فيها الماء، فيقتسم الركب الماء الّذي يكون معهم بالحجر الّذي يقال له المقلة (?) فتمسك أرماقهم.
وقوله:
* ردت عوارى غيطان الفلا ونجت*
أى ما رعت من كلأ هذه الأماكن وسمنت عنه كان كعارية عندها، فردّته حيث جهدها السير وأهزلها (?). والإيبالة: الحزمة من الحطب اليابس.