وأنشد الفراء فى الجمع:
ظلّت نساؤهم والقوم أنجية … يعدى إليها كما يعدى على الغنم (?)
فأما قوله تعالى: إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً ففيه وجوه:
أوّلها أن يكون المراد: إن تتبعون إلا رجلا متغيّر العقل؛ لأن المشركين كان من مذهبهم عيب النبي صلى الله عليه وآله، وتضعيف أمره وتوهين رأيه، وكانوا فى وقت ينسبونه إلى أنه ساحر، وفى آخر يرمونه بالجنون، وأنه مسحور مغيّر العقل (?)، وربما قذفوه بأنه شاعر حوشىّ من ذلك كلّه. وقد جرت عادة الناس أن يصفوا من يضيفونه إلى البله والغفلة وقلة التحصيل بأنه مسحور.
وثانيها أن يريدوا بالمسحور المخدوع المعلّل؛ لأن ذلك أحد ما يستعمل فيه هذه اللفظة، قال امرؤ القيس:
أرانا موضعين لحتم غيب … ونسحر بالطّعام وبالشّراب (?)
وقال أمية بن أبى الصلت:
فإن تسألينا فيم نحن فإنّنا … عصافير من هذا الأنام المسحّر (?)