ونعود إلى ما كنا شرعنا فيه من الكلام على شعر مروان؛ فمما يختار له من القصيدة التى مضى أوّلها وتكلمنا عليها:
وضعوا الخدود لدى سواهم جنّح … تشكو كلوم صفاحها وكلالها
طلبت أمير المؤمنين فواصلت … بعد السّرى بغدوّها آصالها
نزعت إليك صواديا فتقاذفت … تطوى الفلاة حزونها ورمالها (?)
يتبعن ناجية يهزّ مراحها … بعد النّحول تليلها وقذالها (?)
هوجاء تدرّع الرّبا وتشقّها … شقّ الشّموس إذا تراع جلالها (?)
تنجو إذا رفع القطيع كما نجت … خرجاء بادرت الظلام رئالها (?)
كالقوس ساهمة أتتك وقد ترى … كالبرج تملأ رحلها وحبالها
هذه الأبيات فى وصف الرّواحل بالسرعة والنّحول، جيّدة الألفاظ، مطردة النسج، وقد سبق الناس فى هذا المعنى إلى ضروب من الإحسان؛ فمن ذلك قول الأخطل:
بخوص كأعطال القسىّ تقلقلت … أجنّتها من شقّة ودءوب (?)