[عود إلى المختار من شعر مروان بن أبى حفصة: ]

ونعود إلى ما كنا شرعنا فيه من الكلام على شعر مروان؛ فمما يختار له من القصيدة التى مضى أوّلها وتكلمنا عليها:

وضعوا الخدود لدى سواهم جنّح … تشكو كلوم صفاحها وكلالها

طلبت أمير المؤمنين فواصلت … بعد السّرى بغدوّها آصالها

نزعت إليك صواديا فتقاذفت … تطوى الفلاة حزونها ورمالها (?)

يتبعن ناجية يهزّ مراحها … بعد النّحول تليلها وقذالها (?)

هوجاء تدرّع الرّبا وتشقّها … شقّ الشّموس إذا تراع جلالها (?)

تنجو إذا رفع القطيع كما نجت … خرجاء بادرت الظلام رئالها (?)

كالقوس ساهمة أتتك وقد ترى … كالبرج تملأ رحلها وحبالها

هذه الأبيات فى وصف الرّواحل بالسرعة والنّحول، جيّدة الألفاظ، مطردة النسج، وقد سبق الناس فى هذا المعنى إلى ضروب من الإحسان؛ فمن ذلك قول الأخطل:

بخوص كأعطال القسىّ تقلقلت … أجنّتها من شقّة ودءوب (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015