وقد أحسن البحترىّ فى قوله:

بلونا ضرائب من قد نرى … فما إن وجدنا لفتح ضريبا (?)

تنقّل فى سلفى (?) سؤدد … سماحا مرجّى وبأسا مهيبا

فكالسّيف إن جئته صارخا … وكالبحر إن جئته مستثيبا

فأما قوله:

تروك الهوى، لا السخط منه ولا الرّضا … لدى موطن إلّا على الحقّ حامله

فمعنى متداول (?) مطروق فى الشعر، وقد كرّره هو فى قوله:

إذا هنّ ألقين الرّحال ببابه … حططن به ثقلا، وأدركن مغنما (?)

/ إلى طاهر الأخلاق، ما نال فى رضا … ولا غضب مالا حراما ولا دما (?)

وأحسن من هذا قول أبى تمّام فى محمد بن عبد الملك:

ثبت الخطاب إذا اصطكّت بمظلمة … فى رحله ألسن الأقوام والرّكب (?)

لا المنطق اللّغو يزكو فى مقاومه … يوما، ولا حجّة الملهوف تستلب

كأنّما هو فى نادى قبيلته … لا القلب يهفو ولا الأحشاء تضطرب

وتحت ذاك قضاء حزّ شفرته … كما يعضّ بظهر الغارب القتب (?)

لا سورة تتّقى منه ولا بله … ولا يخاف (?) رضا منه ولا غضب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015