وقد أحسن البحترىّ فى قوله:
بلونا ضرائب من قد نرى … فما إن وجدنا لفتح ضريبا (?)
تنقّل فى سلفى (?) سؤدد … سماحا مرجّى وبأسا مهيبا
فكالسّيف إن جئته صارخا … وكالبحر إن جئته مستثيبا
فأما قوله:
تروك الهوى، لا السخط منه ولا الرّضا … لدى موطن إلّا على الحقّ حامله
فمعنى متداول (?) مطروق فى الشعر، وقد كرّره هو فى قوله:
إذا هنّ ألقين الرّحال ببابه … حططن به ثقلا، وأدركن مغنما (?)
/ إلى طاهر الأخلاق، ما نال فى رضا … ولا غضب مالا حراما ولا دما (?)
وأحسن من هذا قول أبى تمّام فى محمد بن عبد الملك:
ثبت الخطاب إذا اصطكّت بمظلمة … فى رحله ألسن الأقوام والرّكب (?)
لا المنطق اللّغو يزكو فى مقاومه … يوما، ولا حجّة الملهوف تستلب
كأنّما هو فى نادى قبيلته … لا القلب يهفو ولا الأحشاء تضطرب
وتحت ذاك قضاء حزّ شفرته … كما يعضّ بظهر الغارب القتب (?)
لا سورة تتّقى منه ولا بله … ولا يخاف (?) رضا منه ولا غضب