وكان الأصمعى يقول: مروان/ مولّد (?)، وليس له علم باللغة. واختلاف الناس فى اختيار الشعر بحسب اختلافهم فى التنبيه على معانيه؛ وبحسب ما يشترطونه من مذاهبه وطرائقه.
فسئلت عند ذلك أن أذكر مختار ما وقع إلى من شعره وأنبه على سرقاته ونظائر شعره، وأن أملى ذلك فى خلال المجالس وأثنائها.
فمما يختار من شعره قوله من قصيدة يمدح بها المهدىّ أولها:
أعادك من ذكر الأحبّة عائد! … أجل، واستخفّتك الرسوم البوائد
يقول فيها:
تذكّرت من تهوى فأبكاك ذكره … فلا الذّكر منسىّ ولا الدّمع جامد
تحنّ ويأبى أن يساعدك الهوى … وللموت خير من هوى لا يساعد
ألا طالما أنهيت دمعك طائعا … وجارت عليك الآنسات النّواهد
تذكّرنا أبصارها مقل المها … واعناقها أدم الظّباء العواقد (?)
تساقط منهنّ الأحاديث غضّة … تساقط درّ أسلمته المعاقد
إليك أمير المؤمنين تجاذبت … بنا اللّيل خوص كالقسىّ شوارد
يمانية ينأى القريب محلّة … بهنّ، ويدنو الشاحط المتباعد
النّظائر فى شعره، ومدائحه مكرّرة الألفاظ والمعانى، وهو غزير الشعر قليل المعنى؛ إلا أنه مع ذلك شاعر له تجويد وحذق، وهو أشعر من كثير من أهل زمانه وطبقته، وأشعر شعراء أهله؛ ويجب أن يكون دون مسلم بن الوليد فى تنقيح الألفاظ وتدقيق المعانى، وحسن الألفاظ، ووقوع التشبيهات، ودون بشّار بن برد فى الأبيات النادرة السائرة، فكأنه طبقة بينهما؛ وليس بمقصّر دونهما شديدا، ولا منحط عنهما بعيدا.
وكان إسحاق بن إبراهيم الموصلىّ يقدّمه على بشار ومسلم، وكذلك أبو عمرو الشيبانىّ