كالأقحوان غداة غبّ سمائه … جفّت أعاليه وأسفله ند (?)
فإنما وصف أعاليه بالجفوف؛ ليكون متفرقا متنضّدا غير متلبّد ولا مجتمع؛ فيشبه حينئذ الثغور، ثم قال: «وأسفله ند» حتى لا يكون قحلا يابسا، بل يكون فيه الغضاضة والصّقالة، فيشبه غروب الأسنان التى تلمع وتبرق.
وروى الرياشىّ قال: سمعت الأصمعىّ يقول: أحسن ما قيل فى وصف الثّغر قول ذى الرّمة:
وتجلو بفرع من أراك كأنّه … من العنبر الهندىّ والمسك يصبح (?)
ذرا أقحوان واجه الليل وارتقى … إليه النّدى من رامة المتروّح (?)
هجان الثّنايا مغربا لو تبسّمت … لأخرس عنه كاد بالقول يفصح (?)