وروى عن إسحاق أيضا أنه قال: قال لى الأصمعىّ: ما يعنى امرؤ القيس بقوله:
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع … فألهيتها عن ذى تمائم محول (?)
فقلت: تخبرنى، فقال: كان مفرّكا (?) فيقول: ألهيت هؤلاء عن كراهتهنّ للرجال، فكيف أنا عند المحبات لهم.
وروى أنّ السبب الّذي هاج التنافر بين الأصمعىّ وابن الأعرابىّ أنّ الأصمعىّ دخل ذات يوم على سعيد بن سلم وابن الأعرابىّ حينئذ يؤدب ولده- فقال لبعضهم: أنشد أبا سعيد، فأنشد الغلام أبياتا لرجل من بنى كلاب، روّاه إياها ابن الأعرابىّ، وهى:
رأت نضو أسفار أميمة قاعدا … على نضو أسفار فجنّ جنونها (?)
فقالت: من اىّ الناس أنت ومن تكن؟ … فإنّك راعى صرمة لا يزينها (?)
فقلت لها: ليس الشّحوب على الفتى … بعار، ولا خير الرّجال سمينها
عليك براعى ثلّة مسلحبّة … يروح عليها محضها وحقينها (?)