قال الشريف المرتضى رضى الله عنه: وممّن روى أنه كان على مذاهب أهل العدل من شعراء الطبقة الأولى أعشى (?) قيس بن ثعلبة، واستشهد بقوله:
استأثر الله بالوفاء وبال … عدل وولى الملامة الرّجلا (?)
وممّن قيل إنه كان على مذاهب أهل الجبر من المشهورين أيضا لبيد بن ربيعة العامرىّ، واستدلّ بقوله:
إنّ تقوى ربّنا خير نفل … وبإذن الله ريثى وعجل (?)
من هداه سبل الخير اهتدى … ناعم البال ومن شاء أضلّ
وإن كان لا طريق (?) إلى نسب الجبر إلى مذهب لبيد إلا هذان البيتان فليس فيهما دلالة على ذلك، أما قوله:
* وبإذن الله ريثى وعجل*
فيحتمل أن يريد: بعلمه؛ كما يتأول عليه قوله تعالى: وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [البقرة: 102]؛ أى بعلمه،
وإن قيل فى هذه الآية، إنه أراد: بتخليته وتمكينه، وإن كان لا شاهد لذلك فى اللغة أمكن مثله فى قول لبيد؛ فأما قوله: «من هداه اهتدى ومن شاء أضل» فيحتمل أن يكون مصروفا إلى بعض الوجوه التى يتأول عليها الضّلال والهدى المذكوران فى القرآن؛ مما يليق بالعدل ولا يقتضي الإجبار؛ اللهم إلا أن يكون مذهب لبيد فى الإجبار معروفا بغير هذه الأبيات؛ فلا يتأوّل له هذا التأويل؛ بل يحمل مراده على موافقة المعروف من مذهبه.