رزقا العلاء فأهل نجد كلّما … نطقا الفصاحة مثل أهل دياف (?)
ساوى الرّضىّ المرتضى وتقاسما … خطط العلى بتناصف وتصاف
وفى آخرها يقول:
يا مالكى سرح القريض أتتكما … منّى حمولة مسنتين عجاف (?)
لا تعرف الورق اللّجين وإن تسل … تخبر عن القلّام والخذراف (?)
وأنا الّذي أهدى أقلّ بهارة … حسنا لأحسن روضة مئناف (?)
وبعد موته انتقلت وظائفه إلى الشريف الرضى، ولما مات آلت إلى الشريف المرتضى.
*** وكان مولد الشريف المرتضى ببغداد فى رجب سنة خمس وخمسين وثلاثمائة (?)، وفيها تلقّى العلم وشغل به فى جميع أدوار حياته؛ وكان أول عهده بالمدارسة والتأدب على الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المعروف بالمفيد، ذهبت به أمه إليه مع أخيه الرضىّ؛ وهما فى سن الحداثة، وقبل أن يجاوزا حدّ الصغر؛ فأخذا عنه، وتخرّجا عليه. ثم صحب المرتضى غيره من العلماء، وورد شرعتهم، وحمل عنهم؛ مثل سهل بن أحمد الديباجىّ، وأبى عبيد الله المرزبانىّ، وأبى الحسن الجندى، وأحمد بن محمد بن عمران الكاتب، وغيرهم.
ويبدو من تقصّى أخباره؛ ومطالعة ما وصل إلينا من كتبه ورسائله أن أعظم الشيوخ الذين تأدب بهم وأفاد منهم هما الشيخ المفيد وأبو عبد الله المرزبانىّ.