وأنشد ابن الأعرابىّ:
فصدّت بعينى شادن وتبسّمت … بحمّاء عن غرّ لهنّ غروب (?)
جرى الإسحل الأحوى عليهنّ أو جرى … عليهنّ من فرع الأراك قضيب (?)
أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد الكاتب قال أخبرنى محمد بن يحيى الصولىّ قال حدثنا محمد بن الحسن البلغيّ قال حدثنا أبو حاتم قال: سمعت الأصمعىّ يقول: سمعت الرشيد يقول: قلب العاشق عليه مع معشوقه، فقلت له: هذا والله يا أمير المؤمنين أحسن من قول عروة بن حزام العذرىّ لعفراء:
أرانى تعرونى لذكراك روعة … لها بين جلدى والعظام دبيب (?)
وما هو إلّا أن أراها فجاءة … فأبهت حتى لا أكاد أجيب (?)
وأصرف عن دارى الّذي كنت أرتئى (?) … ويعزب عنّى علمه ويغيب
ويضمر قلبى غدرها ويعينها … عليّ، فما لى فى الفؤاد نصيب
فقال الرشيد: من قال هذا وهما فإنى أقوله علما، ولله درّك يا أصمعيّ! فإنى أجد عندك ما تضلّ عنه العلماء.
قال الصولىّ: فأخذه العباس بن الأحنف فقال:
يهيم بحرّان الجزيرة قلبه … وفيها غزال فاتر الطّرف ساحره (?)
يؤازره قلبى عليّ وليس لى … يدان بمن قلبى عليّ يؤازره