وخنساء مخماص الوشاحين مشيها … إلى الرّوح أفنان خطا المتجشّم (?)
ألمّا بسلمى قبل أن ترمى النّوى … بنافذة نبض الفؤاد المتيّم
يقف عاشقا لم يبق من روح نفسه … ولا عقله المسلوب غير التّوهّم
فقلن لها سرّا: فديناك! لا يرح … صحيحا، فإن لم تقتليه فألممى (?)
فألقت قناعا دونه الشّمس واتّقت … بأحسن موصولين: كفّ ومعصم
وهذا البيت الأخير مأخوذ من قول النابغة:
سقط النّصيف ولم ترد إسقاطه … فتناولته واتّقتنا باليد (?)
ولقوله: «وقلن لها سرّا فديناك لا يرح» خبر، وهو ما أخبرنا به أبو الحسن عليّ بن محمد الكاتب قال حدّثني محمد بن يحيى الصولىّ قال حدثنى الباقطانىّ قال: اتصل بعبيد الله بن سليمان بن وهب أمر عليّ بن العباس الرومىّ وكثرة مجالسته لأبى الحسين القاسم ابنه، وسمع شيئا من أهاجيه، فقال لأبى الحسين: قد أحببت أن أرى ابن روميّك هذا؛ فدخل يوما عبيد الله إلى أبى الحسين وابن الرومىّ عنده، فاستنشده من شعره فأنشده، وخاطبه، فرآه مضطرب العقل جاهلا، فقال لأبى الحسين- بينه وبينه-: إنّ لسان هذا أطول من عقله، ومن هذه صورته لا تؤمن عقاربه عند أول عتب، ولا يفكّر فى عاقبة، فأخرجه عنك، فقال: أخاف حينئذ أن يعلن ما يكتمه فى دولتنا، ويذيعه فى تمكّننا، فقال: يا بنيّ/ لم أرد بإخراجك له طرده، فاستعمل فيه بيت أبى حيّه النّميرىّ:
فقلنا: لها سرّا فديناك! لا يرح … صحيحا، فإن لم تقتليه فألممى