إذا اقتربت سعدى لهجت بهجرها … وإن تغترب يوما يرعك اغترابها
ففى أىّ هذا راحة لك عندها! … سواء لعمرى نأيها واقترابها
وعاد الهوى فيها كظلّ سحابة … ألاحت ببرق ثمّ مرّ سحابها (?)
قال سيدنا أدام الله علوّه: وهيهات هذا البيت الأخير من قول كثيّر:
وإنى وتهيامى بعزّة بعد ما … تخلّيت ممّا بيننا وتخلّت (?)
لكالمرتجى ظلّ الغمامة كلّما … تبوّأ منها للمقيل اضمحلّت
كأنّى وإيّاها سحابة ممحل … رجاها فلمّا جاوزته استهلّت
وروى يحيى بن عليّ قال حدثنا أبو هفّان قال: أشعر أبيات قيلت فى الحسدة والدعاء لهم بالكثرة أربعة، فأولها قول الكميت بن زيد (?):
إن يحسدونى فإنى لا ألومهم … قبلى من النّاس أهل الفضل قد حسدوا (?)
فدام بى وبهم ما لي وما لهم … ومات أكثرنا غيظا بما يجد
أنا الّذي يجدونى فى حلوقهم … لا أرتقى صدرا منها ولا أرد
لا ينقص الله حسّادى فإنّهم … أسرّ عندى من اللّائى له الودد (?)
وقال عروة بن أذينة:
لا يبعد الله حسادى وزادهم … حتّى يموتوا بداء فىّ مكنون
/ إنّى رأيتهم فى كلّ منزلة … أجلّ قدرا من اللّائى يحبّونى
وقال نصر بن سيّار:
إن يحسدونى على ما بى وما بهم … فمثل ما بى لعمرى جرّ لى الحسدا