وقوله: «أضربك حيث تقول الهامة اسقونى»، قال الأصمعىّ: العطش فى الهامة، فأراد أضربك فى ذلك الموضع، أى على الهامة حتى تعطش. وقال آخرون: العرب تقول:

إن الرجل إذا قتل خرجت من رأسه هامة تدور حول قبره، وتقول: اسقونى، اسقونى! فلا تزال كذلك حتى يؤخذ بثأره؛ وهذا باطل؛ ويجوز أن يعنيه ذو الإصبع على مذاهب العرب.

وقوله: «لا يخرج القسر منّى غير مأبية»، فالقمر: القهر، أى إن أخذت قسرا لم أزدد إلّا إباء (?).

*** [ذكر معديكرب الحميرى وبعض شعره: ]

ومن المعمّرين معديكرب الحميرىّ؛ من آل ذى رعين «قال ابن سلّام: وقال معديكرب (?) الجميرىّ- وقد طال عمره:

أرانى كلّما أفنيت يوما … أتانى بعده يوم جديد

يعود بياضه (?) فى كلّ فجر … ويأبى لى شبابى ما يعود

*** [أخبار الربيع بن ضبع الفزارىّ: ]

ومن المعمّرين الربيع بن ضبع (?) الفزارىّ، ويقال إنه بقى إلى أيام بنى أمية. وروى أنّه دخل على عبد الملك بن

مروان فقال له: يا ربيع، أخبرنى عمّا أدركت من العمر والمدى، ورأيت من الخطوب الماضية، قال: أنا الّذي أقول:

ها أنا ذا آمل الخلود وقد … أدرك عقلى ومولدى حجرا (?)

فقال عبد الملك: قد رويت هذا من شعرك وأنا صبى، قال: وأنا القائل:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015