والشيب مبدئا لمقاتله، هاديا إلى إصابته لضوئه وبياضه، وهذا فى نهاية حسن المعنى.

وأراد بقوله: «رمانى» أى أصابنى؛ ومثله قول الشاعر:

فلمّا رمى شخصى رميت سواده … ولا بدّ أن يرمى سواد الّذي يرمى

وكان زهير بن جناب على عهد كليب وائل، ولم يكن فى العرب أنطق من زهير ولا أوجه عند الملوك، وكان لسداد رأيه يسمى كاهنا، ولم تجمع قضاعة إلّا عليه وعلى رزاح ابن ربيعة.

وسمع زهير بعض نسائه تتكلّم بما لا ينبغى لمرأة تتكلم (?) به عند زوجها، فنهاها فقالت له: اسكت عنى وإلّا ضربتك بهذا العمود، فو الله ما كنت أراك تسمع شيئا ولا تعقله، فقال عند ذلك:

ألا لقوم لا أرى النّجم طالعا … ولا الشّمس إلّا حاجتى بيمينى

معزّبتى عند القفا بعمودها … يكون نكيرى أن أقول ذرينى

أمينا على سرّ النّساء وربّما … أكون على الأسرار غير أمين

فللموت خير من حداج (?) موطّأ … مع الظّعن لا يأتى المحلّ لحينى

وهو القائل:

أبنيّ إن أهلك فقد … أورثتكم مجدا بنيّة

وتركتكم أرباب سا … دات زنادكم وريّه

من كلّ ما نال الفتى … قد نلته إلّا التّحيّة

ولقد رحلت البازل ال … كوماء ليس لها وليّه

وخطبت خطبة حازم … غير الضّعيف (?) ولا العييّة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015