فشلّت يمينى يوم أضرب خالدا … ويستره منّى الحديد المظاهر (?)
فيا ليت أنى قبل (?) ضربة خالد … ويوم زهير لم تلدنى تماضر!
فأما خبر الهباءة فإن بنى عبس وبنى فزارة لما التقوا إلى جنب جفر الهباءة (?) فى يوم قائظ، فاقتتلوا- ولخبرهم شرح طويل معروف- استجار حذيفة ومن معه بجفر الهباءة ليتبرد (?) فيه، فهجم عليه القوم، فقال حذيفة يا بنى عبس، فأين العود (?)؟ وأين الأحلام؟ فضرب حمل بن بدر بين كنفيه وقال: «اتق مأثور القول بعد اليوم»، فأرسلها مثلا، وقتل قرواش ابن هىّ حذيفة بن بدر، وقتل الحارث بن زهير حملا، وأخذ منه ذا النون، سيف مالك بن زهير أخيه، وكان حمل بن بدر أخذه من مالك بن زهير يوم قتل، فقال قيس فى ذلك:
تعلّم أنّ خير النّاس ميت … على جفر الهباءة لا بريم
ولولا ظلمه ما زلت أبكى … عليه الدهر ما طلع النّجوم
ولكنّ الفتى حمل بن بدر … بغى والبغى مرتعه وخيم (?)
أظنّ الحلم دلّ عليّ قومى … وقد يستجهل الرّجل الحليم
ومارست الرّجال ومارسونى … فمعوجّ عليّ ومستقيم
وقال قيس أيضا:
شفيت النفس من حمل بن بدر … وسيفى من حذيفة قد شفانى
فإن أك قد بردت بهم غليلى … فلم أقطع بهم إلّا بنانى (?)