/ راحوا بيحيى ولو تساعدنى ال … أقدار لم يبتكر ولم يرح (?)
يا خير من يحسن البكاء له ال … يوم ومن كان أمس للمدح
قد ظفر الحزن بالسّرور وقد … أديل مكروهنا من الفرح
ولمطيع يرثيه:
انظر إلى الموت كيف بادهه … والموت مقدامة على البهم (?)
لو قد تدبّرت ما صنعت به … قرعت سنّا عليه من ندم
فاذهب بمن شئت إذ ذهبت به … ما بعد يحيى للرّزء من ألم
وأمّا صالح بن عبد القدّوس فكان متظاهرا بمذاهب الثّنوية، ويقال إن أبا الهذيل العلّاف ناظره فقطعه، ثم قال له: على أىّ شيء تعزم يا صالح؟ فقال: أستخير الله وأقول بالاثنين، فقال أبو الهذيل: فأيهما استخرت لا أمّ لك! !
وروى أنّ أبا الهذيل ناظره فى مسألة مشهورة فى الامتزاج الّذي ادّعوه بين النور والظلمة فأقام عليه الحجة فانقطع، وأنشأ يقول:
أبا الهذيل هداك الله يا رجل … فأنت حقّا لعمرى معضل جدل
وروى أنّه رؤى يصلى صلاة تامة الرّكوع والسجود، فقيل له: ما هذا ومذهبك معروف! قال: سنّة البلد، وعادة الجسد، وسلامة الأهل والولد.
ويقال إنّه لما أراد المهدىّ قتله على الزندقة دحا إليه بكتاب وقال له: اقرأ هذا، قال:
وما هو؟ قال: كتاب الزّندقة، قال صالح: أو تعرفه أنت يا أمير المؤمنين إذا قرأته؟ قال:
لا، قال: أفتقتلني على ما لا تعرف! قال: فإنى أعرفه، قال صالح: فقد عرفته ولست بزنديق؛ وكذلك أقرؤه ولست بزنديق