/ طبعت على ما فىّ غير مخيّر … هواى ولو خيّرت كنت المهذّبا
أريد فلا أعطى وأعطى ولم أرد … وغيّب عنّى أن أنال المغيّبا
وأصرف عن قصدى وعلمى مبصر … فأمسى وما أعقبت إلّا التّعجّبا
قال الجاحظ: كان بشّار صديقا لواصل بن عطاء الغزّال قبل أن يظهر مذاهبه المكروهة، وكان بشّار مدح واصل بن عطاء، وذكر خطبته التى نزع منها الراء (?)، وكانت على البديهة فقال:
تكلّف القول والأقوام قد حفلوا … وحبّروا خطبا ناهيك من خطب!
فقام مرتجلا تغلى بداهته … كمرجل القين لمّا حفّ باللهب (?)
وجانب الرّاء لم يشعر به أحد … قبل التّصفّح والإغراق فى الطّلب
ومثل ذلك قول بعضهم فى واصل بن عطاء:
ويجعل البرّ قمحا فى تكلّمه … وجانب الرّاء حتّى احتال للشّعر
ولم يقل مطرا والقول يعجله … فعاذ بالغيث إشفاقا من المطر
فلما أظهر بشار مذاهبه هتف (?) به واصل، وقام بذكره وتكفيره وقعد، فقال بشار فيه:
ما لي أشايع غزّالا له عنق … كنقنق الدّوّ إن ولى وإن مثلا (?)
عنق الزّرافة ما بالى وبالكم … تكفّرون رجالا أكفروا رجلا (?)