/ طبعت على ما فىّ غير مخيّر … هواى ولو خيّرت كنت المهذّبا

أريد فلا أعطى وأعطى ولم أرد … وغيّب عنّى أن أنال المغيّبا

وأصرف عن قصدى وعلمى مبصر … فأمسى وما أعقبت إلّا التّعجّبا

قال الجاحظ: كان بشّار صديقا لواصل بن عطاء الغزّال قبل أن يظهر مذاهبه المكروهة، وكان بشّار مدح واصل بن عطاء، وذكر خطبته التى نزع منها الراء (?)، وكانت على البديهة فقال:

تكلّف القول والأقوام قد حفلوا … وحبّروا خطبا ناهيك من خطب!

فقام مرتجلا تغلى بداهته … كمرجل القين لمّا حفّ باللهب (?)

وجانب الرّاء لم يشعر به أحد … قبل التّصفّح والإغراق فى الطّلب

ومثل ذلك قول بعضهم فى واصل بن عطاء:

ويجعل البرّ قمحا فى تكلّمه … وجانب الرّاء حتّى احتال للشّعر

ولم يقل مطرا والقول يعجله … فعاذ بالغيث إشفاقا من المطر

فلما أظهر بشار مذاهبه هتف (?) به واصل، وقام بذكره وتكفيره وقعد، فقال بشار فيه:

ما لي أشايع غزّالا له عنق … كنقنق الدّوّ إن ولى وإن مثلا (?)

عنق الزّرافة ما بالى وبالكم … تكفّرون رجالا أكفروا رجلا (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015