ويقال: إنه قيل لأبى عبيدة: ليس هذه الأبيات فى مجموع شعر الخنساء، فقال أبو عبيدة: العامّة أسقط من أن يجاد عليها بمثل ذلك.
ولعمرى إنها قد بلغت فى مدح أخيها من غير إزراء على أبيها/ النهاية، لأنها جعلت تقدّم أبيه له عن قدرة منه على المساواة، وعن غير تقصير منه، وإنما (?) أفرج له عن السبق معرفة بحقه، وتسليما لكبره وسنه، وكأنّ الخنساء نظرت فى هذا المعنى إلى قول زهير يصف حمار وحش (?):
فشجّ بها الأماعز فهى تهوى … هوىّ (?) الدّلو أسلمها الرّشاء (?)
فليس لحاقه كلحاق إلف … ولا كنجائها منه نجاء (?)
يقدّمه إذا احتفلت عليها … تمام السّنّ منه والذّكاء (?)
ويشبه أن يكون الكميت أخذ من الخنساء قوله فى مخلد بن يزيد بن المهلّب:
ما إن أرى كأبيك أدرك شأوه … أحد ومثلك طالبا لم يلحق
تتجاذبان؛ له فضيلة سنّه … وتلوت بعد مصلّيا لم تسبق (?)