روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: «تقيء الأرض أفلاذ كبدها مثل الأسطوان من الذّهب والفضة، فيجئ القاتل فيقول فى مثل هذا: قتلت، ويجيء القاطع الرّحم (?) فيقول فى مثل هذا: قطعت رحمى، ويجيء السارق فيقول فى مثل هذا:
قطعت يدى، ثم يتركونه ولا يأخذون منه شيئا».
معنى «تقيء» أى تخرج ما فيها من الذهب والفضة، وذلك من علامات قرب الساعة، وقوله: «تقيء» تشبيه واستعارة من حيث كان إخراجا وإظهارا؛ وكذلك تسميته (?) ما فى الأرض من الكنوز «كبدا» تشبيها (?) بالكبد التى فى بطن البعير وغيره؛ وللعرب فى هذا مذهب معروف؛ قال مرّة بن محكان (?) السّعديّ يصف قدرا نصبها للأضياف:
لها أزيز يزيل اللحم أزمله … عن العظام إذا ما استحمشت غضبا (?)
/ ترمى الصّلاة بنبل غير طائشة … وفقا إذا آنست من تحتها لهبا (?)
فوصفها بالغضب تشبيها واستعارة، فأما الأزيز فهو الغليان، والعرب تقول: لجوفه أزيز مثل أزيز المرجل، والأزمل: الصوت، واستحمشت، أى غضبت؛ يقال: حمشه أى أغضبه، وقال النابغة الجعدىّ فى معنى الاستعارة: