امالي الزجاجي (صفحة 243)

قَالَ: الدليل عل ذلك ثبات الياء , لأنه لو كان أصلا لزمه الاعتلال , لأنه لا محالة من الكون , فكان يجب أن يقال كونونة , إن كان أصلها فعلولة بإسكان العين، وإن كان أصلها فعلولة بتحريك العين فواجب أن يقال كانونة.

فقال له الرجل: فما تقول فِي امرأة سميت أريس، ثم خففت الهمزة , كيف تصغرها؟ قَالَ: أريس ولا أزيد الهاء.

فقال له: ولم وقد صار ثلاثة أحرف , ألست تقول فِي تصغير هند هنيدة , وعين عيينة، فقال الزجاج: هذا مخالف لذلك، فغني لو خففت الهمزة فإنها مقدرة فِي الأصل , والتخفيف بعد التحقيق.

قَالَ: فلم لا تلحقه بتصغير سماء إذا قلت سمية , أليس الأصل مقدرا؟ فقال: هذا لا يشبه تصغير سماء، لأن التخفيف فِي أرؤس عارض , والتحقيق فيه جائز، وأنت فِي تحقير سماء تكره الجمع بين ثلاث ياءات , وأنت لا تكره التحقيق فِي أرؤس , فلو حققته صار على أربعة أحرف وهو الأصل، وسماء الحذف لها لازم , فصار كأنه على ثلاثة أحرف , فلحقتها الهاء فِي التصغير.

قَالَ أَبُو القاسم الزجاجي: ونظير كينونة فِي الوزن القيدودة , وهو الطول، والهيعوعة , وهو مصدر هاع , إذا جبن هيعوعة، الطيرورة من الطيران، كل هذا أصله عند البصريين فيعلولة , ثم لحقته ما ذكرته لك، وكان فِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015