ذهب بقوله: «أىّ فتى» مذهب النفى، أى ليس فى الناس فتى أحرزه من حتفه ظلم، فلذلك عطف عليه بالنفى، فقال: ولا جبل، وهذا كقولك لمن أكرمته فجحد إكرامك له، أو قابله بقبيح: أىّ إنسان يكرمك بعد هذا؟ تريد:
لا يكرمك إنسان. وفيها:
أقول لمّا أتاني الناعيان به … لا يبعد الرّمح ذو النّصلين والرّجل (?)
قوله: «به» أى بنعيّه، فحذفه لدلالة قوله: «الناعيان» عليه.
وقوله: «ذو النّصلين» شبّهه بالرّمح الذى له نصل وزجّ، فسمّى الزّجّ نصلا، وإنما الزّجّ الذى يكون فى أسفل الرمح، فغلّب النّصل على الزّجّ، لأن العمل للنّصل، وإذا كان/للرمح زجّ، كان أمكن للطّعن به.
وقوله: «والرجل» أراد: والرجل فى الشجاعة والعقل (?). وبعد هذا البيت:
ربّاء شمّاء لا يدنو (?) … لقلّتها
إلاّ السّحاب وإلاّ الأوب والسّبل
أراد أنه يكون ربيئة فى قلّة جبل أشمّ شامخ.
والأوب: جماعة (?) النّحل، وقيل: الأوب: الرّيح.