فلا فرق إذن على هذا بين قوله: {لِئَلاّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ} وقوله: {فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ}] وبين قوله: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ}، وقد حملت «ما» على الزيادة، مع وقوعها أوّلا فيما أنشده أبو زيد (?):
ما مع أنّك يوم الورد ذو جزر (?) … ضخم الدّسيعة بالسّلمين وكّار
وأنكر بعض النحويين (?) أن تكون «لا» زائدة فى قوله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ} قال: لأنّ كون الحرف زائدا يدلّ على اطّراحه، وكونه أوّل الكلام يدلّ على قوّة العناية به، فكيف يكون مطّرحا معنيّا به فى حالة واحدة، وإذا قبح الجمع بين اطّراح الشىء والعناية به، بطل كون «لا» فى هذه الآية زائدة، وجعلناها نافية، ردّا على من جحد البعث، وأنكر القيامة، وقد حكى الله تعالى أقوالهم فى مواضع من كتابه، وكأنه قيل: {لا} ليس الأمر على ما تقوّلتموه، من إنكاركم ليوم القيمة {أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ. وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوّامَةِ} فلا هاهنا جواب لما