والمنفىّ، اللذين هما «لم أر» فلذلك جاء بحرف النفى مع المعطوف فى قوله:

«ولا طلبا» لأنه عطفه على ما عمل فيه فعل منفىّ، ووضع المصدر الذى هو «طلب» موضع اسم الفاعل الذى هو «طالب» ويجوز أن يكون التقدير: ولا ذا طلب، فهذا حذف، والحذف الآخر: أنهم إذا قالوا: لم أر كاليوم رجلا، فإنهم يريدون: لم أر رجلا كرجل أراه اليوم، فكذلك أراد: لم أر مطلوبا كمطلوب أراه اليوم.

ومن الحذف الطويل فى قول أبى دواد الإيادى (?):

إنّ من شيمتى لبذل تلادى … دون عرضى فإن رضيت فكونى

أراد: فكونى (?) معى على ما أنت عليه، فإن لم ترضى فبينى، فحذف هذا كلّه.

وقال آخر:

إذا قيل سيروا إنّ ليلى لعلّها … جرى دون ليلى مائل القرن أعضب (?)

أراد: لعلها قريبة، فحذف خبر لعلّ، وقد قدّمنا نظائر هذا، والمعنى: إذا قيل: سيروا لعلّ ليلى قريبة، برح لنا ظبى ذو قرن معوجّ وقرن مكسور، فآذن ببعدها. والبارح من الظّباء: الذى يجيء عن ميسرة السائرين، وهم يتطيّرون به، والسانح: الذى يجيء عن يمينهم، وهم يتيمّنون به.

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015