أى (?): وقيل له: اعملوا آل داود شكرا، فالخطاب له فى اللفظ، وله ولأهل بيته فى المعنى، كما قال تعالى: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ} (?) وكما قال: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اِتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ} (?) ثم قال: {وَاِتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً} فالخطاب فى هذا ونظائره له ولأمّته.

وهاهنا سؤال، وهو: كيف قال: (اعملوا شكرا) ولم يقل: اشكروا، كما قال: {وَاُشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (?) ولم يقل: اعملوا له شكرا، وكما قال:

{وَاُشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} (?) ولم يقل: واعملوا لى شكرا، وكلام العرب أن يقولوا:

شكرت لفلان، وشكرت فلانا، ولا يقال: عملت له شكرا، وهذا ممّا سئلت عنه قديما، سألنى عنه بعض أفاضل العجم.

والجواب: أن قوله {شُكْراً} ليس بمفعول (?) [به] وإنما هو مفعول له (?)، ومفعول: {اِعْمَلُوا} /محذوف، والمراد: اعملوا الأعمال الصالحة شكرا على هذه النّعم.

وممّا جاء فيه حذفان، قول أوس بن حجر (?):

حتّى إذا الكلاّب قال لها … كاليوم مطلوبا ولا طلبا

أراد: قال للبقر والكلاب: لم أر كاليوم مطلوبا وطالبا (?)، فحذف النافى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015