قالوا: يا رسول الله، إنّ الأنصار قد فضلونا، إنهم آوونا، وفعلوا بنا وفعلوا، فقال:

«ألستم تعرفون ذلك لهم؟ قالوا: بلى (?)، قال: فإنّ ذلك» (?). قوله: «فإنّ ذلك» معناه:

فإن ذلك مكافأة منكم لهم، أى معرفتكم بصنيعهم وإحسانهم مكافأة لهم، وهذا كحديثه الآخر: «من أزلّت إليه نعمة فليكافئ بها فإن لم يجد فليظهر ثناء حسنا» (?) فقوله عليه السلام: «فإن ذلك» يريد به هذا المعنى.

قال أبو عبيد: وهذا اختصار من كلام العرب (?)، يكتفى منه بالضمير، لأنه قد علم ما أراد به قائله.

وروى أن رجلا جاء (?) إلى عمر بن عبد العزيز، فجعل يمتّ بقرابته، فقال عمر: فإنّ ذاك، ثم ذكر له حاجته فقال: لعلّ ذاك. لم يزده على أن قال: فإنّ ذاك، ولعلّ ذاك، أى إنّ ذاك كما قلت، ولعلّ حاجتك أن تقضى، وقال ابن قيس الرّقيّات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015