على المعنى، كما تقول: جاء الفريقان متسلّحين، وجاء الجيشان متفرّقين.

وأما مجىء الحال أعنى طائعين، بلفظ جمع التذكير، ففيه قولان:

أحدهما: أن الأشياء التى أخبر (?) [الله عنها بأنها خوطبت وخاطبت، كالسماء والأرض، والأشياء التى أخبر] عنها بالسجود، فى قوله: {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ} (?) والنملة التى أخبر الله عنها بأنها تكلّمت فقالت: {يا أَيُّهَا النَّمْلُ اُدْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ} (?) والنّمل التى فهمت ذلك الكلام، أجريت كلّها مجرى العقلاء، لأن الخطاب والإجابة عنه مما يختصّ به العقلاء، وكذلك السجود والكلام وفهمه، ممّا يوصف به ذوو العقول، فلذلك قال: طائعين، ولم يقل: طائعات، وقال: {رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ}، ولم يقل: رأيتها لى ساجدات، وقال فى خطاب النملة (?) [للنمل] {اُدْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ} ولم يقل: ادخلن مساكنكنّ لا يحطمنّكنّ.

والقول الآخر فى طائعين: أن المراد أتينا نحن ومن فينا طائعين، والقول الأول أشبه.

وأما قوله: {طَوْعاً أَوْ كَرْهاً} فطوعا وكرها مصدران، وضعا فى موضع الحال، كقولك: جئته ركضا (?) [أى راكضا] وقتلته صبرا، أى مصبورا، والمصبور المحبوس، قال عنترة:

فصبرت عارفة لذلك حرّة … ترسو إذا نفس الجبان تطلّع (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015