أن السماء من هذا الباب تقع على جماعة قوله {ثُمَّ اِسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ} (?) وكذلك قوله: {فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ} (?) بعد قوله: {ثُمَّ اِسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ}.

وأما الأرض هاهنا فهى من الآحاد التى استغنى بلفظها عن لفظ الجمع، كقوله تعالى: {ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً} (?) وكقوله: {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ} (?) و {فِي جَنّاتٍ وَنَهَرٍ} (?) وكقول الشاعر:

كلوا فى نصف بطنكم تعفّوا … فإنّ زمانكم زمن خميص (?)

فالمراد بالأرض هاهنا سبع أرضين، يدلّك على ذلك قوله تعالى: {اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} (?) فالسماء والأرض هاهنا تجريان/مجرى الفرقتين أو الفريقين، تقول: الفرقتان قالتا، والفريقان قالا، ولو قلت: الفرقتان قالوا، كان حسنا، كما قال تعالى: {وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا} (?).

وجاء قوله: {طائِعِينَ} جمعا منصوبا على الحال من السماء والأرض، حملا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015