قوله: {هُوَ خَيْراً لَهُمْ} هو: ضمير البخل، والبخل هو المفعول الأول، الذى يقتضيه {يَحْسَبَنَّ} وحسن حذفه لدلالة {يَبْخَلُونَ} عليه، وقوله:

{هُوَ} يسمّى عمادا عند الكوفيين، وفصلا عند البصريين.

ومثل ذلك فى إضمار المصدر الذى دلّ عليه فعله قوله تعالى: {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} (?) أى يرض الشّكر، وكذلك أضمر المصدر فى قوله جلّ جلاله: {الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً} (?) أى فزادهم قول الناس إيمانا.

ومما قدّر له فاعل من لفظه «بدا» فى قوله تعالى جدّه: {ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ} (?) التقدير: ثم بدا لهم بداء (?)، لا بدّ من تقدير هذا الفاعل، لأن الفعل مطالب بفاعله، ولا يصحّ إسناده إلى {لَيَسْجُنُنَّهُ} لأن إسناد الفعل إلى الفعل مستحيل، ولمّا لم يكن للفعل مندوحة عن إسناده إلى فاعل، أو ما يقوم مقام الفاعل، كالمفعول فى/نحو ضرب زيد، أسند بدا إلى الفاعل الذى أظهره الشاعر فى قوله (?):

لعلك والموعود حقّ لقاؤه … بدا لك فى تلك القلوص بداء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015