السؤال عن قول الشاعر، وهو يزيد بن الحكم الثّقفىّ:
فليت كفافا كان خيرك كلّه … وشرّك عنى ما ارتوى الماء مرتوى
تعريب هذا البيت قد تقدّم فيما سلف (?) من الأمالى، ولكنّا أعدنا تعريبه هاهنا لزيادة فائدة وإيضاح مشكل، ولكونه فى جملة المسائل الواردة.
فنقول: إن اسم ليت محذوف، وهو ضمير الشأن والحديث، وحذفه مما /لا يسوغ إلا فى الضّرورة، ومثله:
فليت دفعت الهمّ عنّى ساعة … فبتنا على ما خيّلت ناعمى بال (?)
ألا ترى أن «ليت» لا تباشر الأفعال، فلو لم يكن التقدير: فليته، لم تجز ملاصقته للفعل، ومن ذلك قول الآخر (?):
إنّ من لام فى بنى بنت حسّا … ن ألمه وأعصه فى الخطوب
انجزام «ألمه» دلّ على أن «من» شرطية، وإذا كانت شرطية، لم يكن بدّ من الفصل بينها وبين إنّ، لأن أسماء الشرط حكمها حكم أسماء الاستفهام، فى أن